لا عجب إنك في يوم من الإيام قد وقفت في لحظة إعجاب أمام لوحة فان جوخ الشهيرة “ليلة مرصعة بالنجوم”، أو أمام نظريات أينشتاين وبالأخص حول نظرية الزمكان التي مازالت قيد الدراسة، والتي صنعت خليطًا من الدهشة التي انتابت الباحثين إلى يومنا هذا.
ربما ستقول “هذا نتيجة العمل المستمر فهو الذي يبرز الإبداع بعد الوصول إلى الخبرة”. لكن سأقول لك أنك قد نسيت أمرًا في غاية الأهمية، وهو الخيال، فالخيال هو من يدفعنا إلى الأمام، يوسع عوالمنا، ويجلب لنا الأفكار الجديدة، فهو بداية الخيط لأي اكتشاف أو اختراع.
ولكن لماذا كل منا يختلف بشكل كبير عن الآخر في القدرة على التخيل؟ هل يمكننا أن ندرب أنفسنا لنصبح أكثر ابتكاراً؟ لقد جاء العلم ببعض الإجابات، على أساس ثلاثة أنواع مختلفة ولكن مرتبطة بالخيال.
لنتعرف أكثر على أبرز انواع الخيال
الخيال الإبداعي
وهو إبداع يختلف عن الإبداع اليومي كالتوصل لحل مبتكر لمشاكل الأسرة أو امتهان حرفة، فهو أكبر من ذلك حيث يأتي على تدريب الإبداع أو تحفيزه كما فعل العديد من الفنانين والعلماء.
ولكن هل الممكن أن نستطيع جميعاً القيام بذلك والوصول إلى نفس درجة الإبداع بأمر ما ونحن نعلم أن شخصية بعض الأفراد تفرض أن يكونو مميزين أكثر من غيرهم؟
حسناً، لقد أشارت الأبحاث أن الخيال الإبداعي قد يأتي من المحيط وبيئة الفرد، وأيضاً الكثير من الألم الذي قد يولد عالماً من الخيال للفرد يسبح بفضائه كلما تَوّجع من الواقع والذي بذلك يكون قد قام بتعزيز الإبداع لديه أكثر من غيره.
كما أظهرت الدراسات التجريبية أن عندما يتفاعل الأطفال مع محتوى إبداعي أو يندمجون مع أشخاص مبدعين، قد يجعلهم أكثر ذكاءً وإبداعاً.
هناك مرحلتين لوصولك إلى الخيال الإبداعي:
” التفكير البعيد” وهو القدرة على التفكير بمجموعة واسعة من الأفكار، مرتبطة جميعها بطريقة أو أخرى بمشكلة رئيسية أو بموضوع، وهو يعتمد على التفكير البديهي، سريع وتلقائي.
ومن ثم يأتي “التفكير القريب” لمساعدتك بتقييم أفكارك بموضوعية ضمن تلك المشكلة أو الموضوع، ودعم التفكير التحليلي- وهو بطيء ومتعمد- مما يسمح لنا اختيار الفكرة الصحيحة
كما قد يساعدك تدوينك لهذه الأمور، والمناقشات مع الأصدقاء اللذين لديهم نفس الاهتمام، والتفكير العميق بكل فكرة قد مرت على بالك بتوليد أفكار جديدة أخرى أو تغيير فكرة خاطئة، فمن أجل أن تنجح، وتتعلم يجب أن تتعرض لمواقف وتجرب وترتكب العديد من الأخطاء، فلا أحد في الحياة يتعلم من المرة الأولى يجب أن يقع مرة واثنان وثلاثة وعشرة وألف، وهو ليس بالأمر السيء بالعكس هو يخلق لديك الحدس واختيار التحليل الصحيح في المرات القادمة، وهذا يذكرنا بقول أديسون عندما تكلم عن محاولاته الفاشلة قبل أن يضيء مصباحه فقال: ” أنا لم أفشل، بل وجدت 10,000 طريقة لا يمكن للمصباح العمل بها”.
الخيال الفنتازي
هو تماماً كفكرة الوضع اللمسات الأخيرة لمشروع ناجح وخلاق، وهو أجمل ما يميزك بخيالك. يزيد الخيال الفنتازي من أحلام اليقظة لديك والذي قد يصرفك عن مهامك اليومية، وقد يبدو هذا الأمر للوهلة الأولى بأنه شيءٌ سيء، كما يعتقد أنه رد فعل على الأحداث المروعة التي نعيشها والتي نهرب إليها من الواقع.
ولكن بالعكس، لهذا الخيال فوائد عديدة، فهو يساعدك على تقوية الذاكرة، خلق وابتكار حلول للمشاكل بطريقة ابداعية وبديهية سريعة، قدرة على التخطيط المذهل، وتعزيز جميع قدراتك ورفعها لمستوى عالي.
على الأهالي تشجيع أطفالهم، بالمشاركات الفنية و الإبداعية التي تقام بمدينتهم، كالألعاب الجماعية، والتمثيل لأن ذلك يعزز لديهم الإبداع التي ستكون كالنقش على الحجر واليد المساعدة عندما يكبرون.
الخيال الذي يأتي مع المشاهدة
مشابه للخيال الفانتازي، ولكن يستخدم في الغالب تفاصيل ذاكرة حقيقية بدلاً من الوهمية التي نسجتها بخيالك، وهذا يساعد الأفراد على تخيل أمر أفضل للفكرة التي شاهدوها، وبالتالي التعلم من الأخطاء.
أجريت بعض الأبحاث على أفراد من ذوي القدرة العالية على التصور المرئي، رؤوا أنهم يتمتعون كثيراً من التفاصيل الحسية عند تخيل مستقبلهم.
إن أفضل إعداد للمستقبل هو تخيل عملية التحقيق و ليس النتيجة، وقد أكدت ذلك إحدى الدراسات بأنه عندما يتصور الطلاب النتيجة المرجوة يكون أدائهم أسوأ بكثير من الطلاب الذين يتصورون عملية الحصول على النتائج المرجوة (تخيل وتخطيط الدراسة الشاملة)،ربما عليك أخذ هذه النصيحة في امتحاناتك.
جميعنا لدينا القدرة متفاوتة على اطلاق الخيال، من الصعب البشرية أن تكون بدونها، من الممكن أن لا تستطيع التزام بالنقاط الثلاثة التي ذكرناها، ولكن ابقى محاولاً، زد من ممارسة أي أمر تريده، صل إلى مرحلة الخبرة، لا تستسلم مهما كان الأمر، وجودك في الحياة لسبب، يكمن بك الأجمل، أطلق أفكارك ولا تخف، كن دائماً كما حلمت أن تكون، حاول، تألم قليلاً ولكن لا تستسلم
منقول: https://www.arageek.com