آخر الأخبار
السبت 5 أكتوبر 2024
“عين ولمان بين الأمطار والانتظار: دعوة إلى تنظيف الأرصفة والبالوعات قبل موسم الشتاء “
مع اقتراب فصل الشتاء بخطواته الثقيلة، تتحضر مدينة عين ولمان لمواجهة ما قد تجلبه السماء من أمطار ، هبة الله وبلسم الطبيعة التي قد تنقلب إلى نقمة ما لم نكن على أتم الاستعداد لاستقبالها. الطرقات التي تغمرها السيول والأرصفة التي يعلوها الغبار، أصبحت مشاهد مألوفة في كل موسم شتاء وإن كان شحياً ، في صورة تعكس إهمالاً يتكرر ويستدعي التدخل قبل فوات الأوان.
فيضان الطرقات لم يعد مجرد مشهد عابر؛ بل بات مشكلة حقيقية تتطلب حلولاً جذرية. إن تنظيف الأرصفة من الأتربة المتراكمة ليس مجرد إجراء تجميلي، بل هو واجب حضري يساهم في تدفق المياه بسلاسة على طول الشوارع. أما البالوعات المسدودة، فهي مثل بوابات مغلقة أمام الأمطار، ترفض استقبال مياه السماء وتتركها تغمر المدينة بلا رحمة.
في عين ولمان، تلك المدينة التي كانت تزهو بمواطنيها وطبيعتها الخلابة في ماضٍ نشتاق إليه من حكايات من عاشوا في ‘كولبار’ وقت الاستدمار الغاشم إلى وقت كانت الساكنة تستمتع بنصف الشهر الاقتصادي والثقافي في جوٍ لا ‘غبّار’ يعكر صفوه!، تدرك العقول اليقظة أن الاستعداد المبكر لفصل الشتاء ليس رفاهية، بل ضرورة ملحة. لذا، يوجه المهتمون بشؤون البيئة والبنية التحتية دعوات مستمرة إلى السلطات المحلية لتنظيم حملات تنظيف مكثفة قبل أن تهطل الأمطار ‘بإذن الله عز وجل ‘ ويحدث ما لا يُحمد عقباه.
لقد كشفت التجارب الماضية أن الاعتماد على حلول مؤقتة، مثل فتحات البالوعات الموصدة بشكل عشوائي، لا يجدي نفعاً. وما يحتاجه المواطنون هو رؤية جادة ومستدامة لصيانة المدينة وحمايتها من فيضانات المياه التي تزدحم بها الطرقات. إذ يجب على كل فرد، من مسؤولين وسكان، أن يكون جزءاً من الحل، وأن نعتبر هذه الحملات واجباً محلياً ومسؤولية جماعية.
تتطلع أعين سكان عين ولمان إلى شتاء هادئ، حيث تغسل الأمطار المدينة دون أن تغرقها، وحيث تصبح النظافة عنواناً للتعاون بين الأفراد والسلطات. بهذا الوعي الجماعي، نأمل أن تكون الأمطار القادمة بشرى خير، لا ناقوس خطر، وأن تستقبل عين ولمان فصل الشتاء بقلوب مطمئنة وأرصفة نظيفة وطرق مفتوحة للمطر.
“حينما تفتح البالوعات أبوابها للمطر، وتصبح الأرصفة أرضاً خالية من الغبار، سنشهد شتاءً يروي الأرض، دون أن يُغرق المدينة.”
عبد المالك بن ابراهيم

Leave A Reply