الإطاحة بمروج خطير للمهلوسات وسط مدينة عين ولمان الشرطة تضرب من جديد
في عملية نوعية وحاسمة، نجحت مصالح الشرطة القضائية بأمن دائرة عين ولمان في الإطاحة بمروج خطير للمهلوسات، يبلغ من العمر 52 سنة، كان ينشط في قلب المدينة مستغلًا الحركية اليومية لترويج سمومه القاتلة.
العملية الأمنية مكنت من حجز كمية ضخمة من المؤثرات العقلية قُدّرت بـ 7425 قرصًا من نوع “بريغابالين” ذات منشأ أجنبي، إلى جانب مبلغ مالي معتبر يُشتبه في كونه من عائدات هذا النشاط الإجرامي.
المشتبه فيه تم تقديمه أمام النيابة المختصة بمحكمة عين ولمان، وسط إشادة من المواطنين الذين عبّروا عن ارتياحهم لهذه العملية التي تأتي في وقت تشهد فيه المدينة تفشي ظاهرة ترويج واستهلاك الأقراص المهلوسة، خصوصًا بين فئة الشباب.
المهلوسات: الخطر الصامت الذي ينهش عقول الشباب
لم تعد المهلوسات مجرد مشكلة أمنية عابرة، بل أصبحت ظاهرة اجتماعية خطيرة، تتغلغل في عمق المجتمع وتستهدف بشكل خاص الشباب في سن الزهور، الذين يجدون أنفسهم فريسة سهلة في غياب التوعية، والفراغ، والضغوط النفسية والاقتصادية.
أقراص مثل “بريغابالين”، “ليريكا”، و”الريفوتريل” أصبحت اليوم تُستهلك ليس فقط بحثًا عن النشوة المؤقتة، بل هروبًا من واقع مأزوم، وافتقادًا لبدائل صحية وحقيقية. هذه المواد ذات التأثير القوي على الجهاز العصبي تحوّل المتعاطي إلى شخص عدواني، فاقد للسيطرة، وقد تقوده إلى ارتكاب جرائم خطيرة دون وعي أو إدراك.
من جهة أخرى، يستغل مروّجو هذه السموم الوضع الاجتماعي للضحايا، ويحوّلون الأحياء الشعبية، وحتى المؤسسات التعليمية، إلى نقاط توزيع قاتلة، تغذي شبكة جريمة منظمة لا تعرف الرحمة.
ومع الجهود الأمنية المتواصلة، تبقى الوقاية مسؤولية جماعية، تبدأ من الأسرة، تمر عبر المدرسة، وتصل إلى دور المجتمع المدني في التوعية والتحسيس، فالحرب ضد المهلوسات لا تُكسب فقط بالمداهمات، بل أيضًا ببناء الوعي وتعزيز الأمل لدى الشباب.
