آخر الأخبار
الجمعة 29 مارس 2024

على مدار السنوات السابقة شهدنا تسارعًا مثيرًا للتكنولوجيات المكتشفة، والمطورة بصورة كثيفة لم تحصل من قبل، حتى أصبح الكثيرون يحذرون من هذا التسارع الذي أصبح يخيف البعض، فلا نخرج من اكتشاف أو تطوير تقنية ما حتى نصطدم بتقنية أخرى قد ظهرت لنا، فالجميع أصبحوا يتسابقون لاكتشاف ما هو جديد، أو تطوير ما هو موجود في هذا المجال.

وقد غيرت التكنولوجيا سواءً المكتشفة أو التي تم تطويرها اتجاهات كثيرة في الحياة الشخصية والعملية، مثل: تقنيات الذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي والمعزز والكثير من التقنيات الأخرى، ومع نهاية هذا العام واستعداد الجميع للدخول في العام الجديد، نشرت شركة غارتنر Gartner الرائدة في مجال البحوث والاستشارات عن أبرز التوجهات التقنية التي تنتظرنا في العام الجديد.

وقد عرّفت الشركة هذه التوجهات الإستراتجية بأنّها تلك التقنيات التي سيكون لها إمكانيات كبيرة ومعدل تطوير واستخدام كثيف خلال الأعوام الخمسة القادمة، وهذه أبرز 10 توجهات إستراتيجية بحسب تقرير الشركة.

الذكاء الإصطناعي AI Foundations

كل يوم يمر علينا يتزايد الاعتماد على هذه التقنية بشكل كبير، وهي حتى الآن امتلكت إمكانيات هائلة في تعزيز عمليات اتخاذ القرارات وإعادة تشكيل تجربة خدمة العملاء والكثير غيرها من المجالات، وهذا ما لاحظه تقرير الشركة بوضوح، مع اتجاه الكثير من المؤسسات والشركات في جميع المجالات لإدخال هذه التقنية في خططها الحالية والمستقبلية.

ووجدت نفس الدراسة أنّ 59% من هذه الشركات والمؤسسات لا تزال في المراحل الأولى من جمع المعلومات لبناء إستراتيجياتها الخاصة بالذكاء الاصطناعي، وبالنظر للتطور السريع في مجال الذكاء الاصطناعي، فإنّ هذه الشركات والمؤسسات تحتاج لمضاعفة جهودها في الاستثمار في المهارات والأدوات؛ لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذا التوجه في المستقبل القريب والبعيد معًا

ووجدت الشركة في بحثها بأنّه بحلول العام 2020 سيضع 30% من مدراء تقنية المعلومات في الشركات والمؤسسات المختلفة الذكاء الاصطناعي AI في قمة أولوياتهم؛ لتحسين وتعزيز عمليات صنع القرار وتحسين تجربة العملاء وإعادة اختراع نماذج الأعمال، ويعتبر هذا الوقت هو المناسب للاستثمار ووضع الخطط في إعداد البيانات وتطوير الخوارزميات مع إعداد مناهج التدريب الخاص بها، للاستفادة الكاملة من هذا التوجه المهم.

التطبيقات الذكية والتحليلات Intelligent Apps and Analytics

ولا ننسى أيضًا التطبيقات المختلفة التي أصبحت تغزو أجهزتنا بصورة دائمة، فقد أصبح التوجه الرئيسي لمعظم بائعي البرامج والخدمات المختلفة، ويتوقع في السنوات المقبلة أن يتم إدراج الذكاء الاصطناعي في كل تطبيق أو خدمة على مستوى ما، وسيكون لكل هاتف ذكي قادم تطبيق ما لتشغيل الذكاء الاصطناعي بدون أن نشعر بذلك.

وسلط التقرير الضوء أيضًا على التحليلات الذكية التي تستخدم التعليم الآلي؛ لأتمتة إعداد البيانات لتصبح جزءًا هامًا من إستراتيجية الشركات والمؤسسات المختلفة، لاستخدامها في التطبيقات الذكية التي تعزز النشاط البشري، وتحديد حالات الاستخدام عبر التحليلات المتقدمة والعمليات الذكية وتجربة المستخدم الجديد.

إنترنت الأشياء Intelligent Of Things

كانت ومازالت هذه التقنية من أكثر التوجهات التي يتم ذكرها بشكل مكرر. وهذا يرجع؛ لأنّها حتى الآن لم يتم تحقيق كامل الاستفادة منها بعد، وبالرغم من ظهور المؤشرات الأولية لها والتي أبهرت الجميع حتى الآن، مثل: المساعدات الذكية جوجل هوم Google Home وأمازون إيكو Amazon Echo التي تستطيع التحكم في كل شيء تقريبًا، إلّا أنّ الأبحاث والتطوير لازال مستمرًا لجعل التدخل البشري في عملها يقترب من الصفر، وهذا هو المتوقع لها في السنوات القادمة.

التوائم الرقمية Digital Twin

توجه تقني لا زال في بدايته ولكن يتوقع لها أهمية كبرى في المستقبل، ويمكن تعريفها ببساطة إنّها عملية تمثيل لكيان ما أو نظام ما في العالم الحقيقي، مثل: التوأم الرقمي للإنسان الذي يقدم القياسات الحيوية والبيانات الطبية للأطباء، أو التوأم الرقمي لمدينة ما الذي يقدم معلومات لمخططي المدينة حول العمليات والصيانة.

ويذكر التقرير أنّ هنالك إمكانية لتزايد هذه التقنية في المستقبل لتمثيل أشياء ليست موجودةً في الواقع، ومن المتوقع بحلول العام 2020 أن يتواجد 21 مليار جهاز استشعار متصلة مع بعضها، والذي يؤدي بدوره لتواجد مليارات من الأجهزة الأخرى، والذي سيستفيد منه عالم رقمي متكامل، مثل: المسوقين والمتخصصين في الرعاية الطبية، والمخططين وغيرها الكثير من المجالات الأخرى.

حوسبة الحافة Edge Computing

هي نوع من الحوسبة متطورة من الحوسبة السحابية المعروفة “Cloud Computing”، تكون فيها قوة معالجة البيانات عند حافة الشبكة بدلًا من الاحتفاظ بقدرة المعالجة في السحابة الحاسوبية، أو في مستودع بيانات مركزي.

وتكمن أهميتها في تحليل البيانات الضخمة التي تؤدي إلى سرعة اتخاذ القرار في أنظمة الوقت الحقيقي، وهو ما يمكن أن تستفيد منه عدد من القطاعات في المجال التكنولوجي، مثل: إنترنت الاشياء، وتعلم الآلة، والسيارات ذاتية القيادة، والطائرات بدون طيار، وحتى إشارات المرور.

منصّات المحادثة Conversational Platforms

منصّات المحادثة لديها القدرة على معالجة استعلامات المستخدم المختلفة والتفاعلات المعقدة. في المستقبل القريب سوف تتطور هذه المنصّات لمعالجة إجراءات أكثر تعقيدًا من خلال العمل على التحديات، مثل: تغيير كيفية تفاعل الأشخاص مع العالم الرقمي.

على مدى السنوات القليلة المقبلة، سوف تصبح واجهات المحادثة Conversational Platforms هدف تصميم أساسي لتفاعل المستخدم، وقد تصبح الطريقة الرئيسية التي يتواصل بها المستخدمون مع العالم عبر الإنترنت.

 Immersive Experience

مع تطور تقنيات الواقع الافتراضي AR والواقع المعزز VR والواقع المختلط MR، نجد أنّها قد غيرت الطريقة التي نتفاعل بها مع العالم الرقمي، وهذه التقنيات لا تزال تجد مكانةً بارزةً في مخطط اتجاهات التكنولوجيا لعام 2018.

في الآونة الأخيرة، مرت هذه التقنيات بكثير من التطوير مع مصنعي المعدات الأصلية، ونجد أنّ هنالك العديد من الأجهزة التي تم إطلاقها تدعم هذه التقنيات، مثل: شركة مايكروسوفت وسماعتها للواقع المختلط، وأيضًا الشركات الأخرى، مثل: آبل وجوجل وفيسبوك التي أدمجت تطبيقات الواقع الافتراضي في الهواتف الذكية.

وتتوقع غارتنر أنّه في السنوات الخمس المقبلة، سيكون التركيز على الواقع المختلط MR بصورة أكثر، حيث يحافظ المستخدم على وجوده في العالم المادي، ويتفاعل مع كائنات العالم الرقمي والعالم الحقيقي.

تقنية Blockchain

مع أنّ بداية انطلاقتها كانت قبل عدة سنوات، إلّا أنّ البحث عنها للتعرف عليها كانت بصورة كثيفة مع توارد أخبار العملة المشفرة بيتكوين على السطح، وأصبح حديث الجميع، وهى تقنية تخزين و التحقق من صحة و ترخيص التعاملات الرقمية في الإنترنت بدرجة أمان عالية، و درجة تشفير يقترب كسرها واختراقها من الصفر.

بالرغم من التحذيرات التي تظهر محذرةً من التعامل مع هذه التقنية، وتعاملاتها لعدم وجود مرجعية شرعية أو دولية واضحة تحدد أسس التعامل معها، إلّا أنه يتوقع لها أن تتصدر المشهد بقوة في السنوات القادمة، وقد ظهرت بقوة في التعاملات البنكية خاصةً مع العملات المشفرة، مثل: البيتكوين والرعاية الصحية، وستكون التقنية الثورية القادمة في حال اتجهت المؤسسات والشركات للبحث عنها أكثر، وقابلية المشرع المحلي لاستخدامها. مع توفر التطبيقات الداعمة لها.

استمرار المخاطر التكيفية والثقة CARTA

عالم الأمن الرقمي يتغير باستمرار مع تطور التهديدات الأمنية، وبالتالي اتخاذ الخطوات للحماية من هذه التهديدات، كما يتضح من سلسلة من الاختراقات البارزة خلال الفترة السابقة، ويتيح التقييم المتواصل للمخاطر والثقة التكيفية Continuous Adaptive Risk & Trust اتخاذ القرارات القائمة على الثقة في الوقت الحقيقي.

ويشير التقرير إلى ضرورة أن تدمج المنظمات والمؤسسات الأمن الرقمي في أعمالها لتقليل هذه التهديدات، وكذلك اكتشاف تقنيات الخداع للقبض على الجهات التي تخترق، أو تحاول اختراق شبكات هذه المؤسسات والمؤسسات.

منقول: https://www.arageek.com